مؤتمر دولي في باريس من اجل ومع ليبيا
مؤتمر دولي في باريس من اجل ومع ليبيا
مررنا في مسيرتنا السياسية بمراحل عدة وصلت بنا الى مؤتمر إعادة الاستقرار في ليبيا، مما كان هذا المؤتمر الحدث الأول الداخلي في العاصمة الليبية طرابلس، مستضيفة فيها الدولة الليبية على مستوى وزراء الخارجية ومنظمات عربية وإقليمية ودولية، مرورا بمؤتمرات باريس، وباليرمو، وأبوظبي وبرلين.
ولا شك إنا بلادنا ليبيا مقبلة على مؤتمر دولي أخر الشهر، مؤتمر من اجل ومع ليبيا في باريس مع دعم فرنسا لحكومة الوحدة الوطنية في مسارها نحو استقرار ليبيا بذات سيادة وطنية تعمل على تصريف أزماتها عبر الانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة في 24 ديسمبر.
وكما توقنا في الماضي باستمرار المؤتمرات الدولية حول ليبيا حتى تنتهي المواجهات بين الدول التي تريد من استمرار زعزعة استقرار ليبيا عبر سلسة من المرتزقة والقوات الأجنبية المتحالفون مع القوى الداخلية من الشرق والغرب.
لكن ليبيا تواجه الصعوبات الموضوعية التي تمنعها من التخلص من جميع المرتزقة والقوات الأجنبية على الأراضي الليبية وتأمين حدودها مع الدول المجاورة لتحد من الهجرة الغير شرعية وتدفقها عبر البحر الأبيض المتوسط الى أوروبا.
لكن أسباب زيادة المؤتمرات الدولية في الخارج من اجل مع ليبيا ترجع بالدرجة الأولى الى عامل النخبة السياسية الليبية في الداخل في اغلب تلك المراحل السياسية التي تمر بها ليبيا، نخبة سياسية غير قادرة على تصريف أمورها وتصريف أزمات البلاد والعودة الى الدستورية الشرعية التي تعمل على إعادة استقرار الدولة الليبية.
سلسلة الحوارات الثنائية بين القوى الشرق والغرب غير موجودة والجماعات الليبية المسلحة منتشرة في كل مكان، لم تكن النتائج بعد الثورة الليبية الشعبية في حدود المتوقع لإعادة الأمن والأمان والاستقرار وتأمين حدود الدولة الليبية مع المصالحة الوطنية الشاملة.
تمر ليبيا بواحد من تلك المنعطفات التي تؤطرها الأزمات السياسية الداخلية وتعمل على زيادة الحالة الاقتصادية الخانقة ، ويحيها بشكل أبشع الفساد المالي والإداري المستشري في البلاد، متمثلة في انعدام الثقة بين أطراف المشهد السياسي.
وقد كان واضحا من البداية بانعقاد مؤتمر دولي أخر حول ليبيا يوم الجمعة 12 نوفمبر، قبل شهر ونصف من الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقرر إجراؤها، مع حزام الأزمات الليبية ما مزق الصراع أركان الدولة الليبية.
استرجاع وبناء الثقة بين النخب السياسية والعسكرية قد يؤدي الى نجاح في هذا المسعى باهرا، ووقف المؤتمرات الدولية في الخارج من اجل وعلى ليبيا حتى نستطيع أن نعيد بعد المصالحة الوطنية الشاملة المصداقية الى جهاز الدولة والأمل لنقوس الشعب الليبي في القانون الأعلى لليبيا دولة الربيع العربي.
بقلم/ رمزي حليم مفراكس
رجل أعمال مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية

Comments